الأربعاء، 24 يناير 2007

جنحة تمييز السحنة مع حالة العود

في 17 يناير الأخير وللمرة السادسة في أربع سنوات، ظهر أمام المحكمة أحمد مجيني  الناشط والصحفي في مجلة توك، تيكنيكار وقناة كنال بلوس. جريمته؟ استهدافه المقصود والممنهج من قبل عناصر الشرطة في المظاهرات -بسبب شعره الأسود والمجعد -واتهامه بارتكاب أعمال العنف "ضد أعوان السلطة" حتى يتسنّى لهم حجزه.

جاء العديد من الاشخاص إلى المحكمة لمساندة أحمد. منهم أعضاء فريق مجلة توك
، المجلة الملتزمة للثلاثينين والتي يعمل بها، كما حضر عدد من الشخصيات مثل رولان كاسترو أو تريستان مينديز-فرانس. ولا يمكن للغرفة الثانية التي تنظر في حالات الاستئناف احتواء كل الوافدين. "أنا محظوظ جدا لتلقّي كل هذا الدعم" حيث يعلق أحمد في ميكرو كاميرا موقعه الخاص بشبكة الأنترنيت. فيتقدم هادئا ولكنه مسلّما. انه يحترم العدالة، وإن كان قد فقد ثقته بها. فقد تمت إدانته خلال زيارته الأخيرة للمحكمة على أساس رواية للشرطة فنّدها.


 قد تتفانى في خدمة فرنسا، لكنها لن تجازيك على ذلك. ابن حركي، قدم ​​أحمد خدمة للجمهورية كرجل الاطفاء وخدم الأمة الفرنسية كجندي في يوغوسلافيا السابقة. عاد وهو مشتاق لخوض حروب أكثر سلميّة. ففي يوليو 2002، تظاهرأحمد في شوارع ستراسبورغ، بدعوة من شبكة بلا حدود ، لدعم قضية المهاجرين الغير الشرعيين عندما هاجمت الشرطة بأجهزة فلاش بول. وتم القبض على أحمد عندما كان يسعف جريحا في تلك المظاهرة. قد يكون لديه وجه ملائكي، فبسترته الجلدية وشعره الطويل المجعد، يبقى المستهدف المثالي للشرطة.

عندما اعتُقل من دون سبب، هرب أحمد. وتم القبض عليه من قبل مجموعة كسّرت معصميه وقيدت يديه وهو طريح في الأرض. أيّ حركة تصدُر عنه، يصبح متهما بارتكاب أعمال العنف ضد أعوان السلطة. حكم عليه بغرامة تقدر بألف أورو وثلاثة أشهر سجنا نافدة، قضى نصفها في حبس انفرادي حتى لا تؤثر أفكاره الليبرالية حول السجن على باقي السجناء. فقد تمت مساندته من قبل مجلة ليبيراسيون
 و لومانيتي  ولكن هذا لا يمنع من كون هذه التجربة تبقى مروعة وسجله العدلي مرصص. هذا السجل الذي سيضاف اليه سطر آخر من جديد بمناسبة عملية قادها ضد إشهار. بينما كان يقوم بسحب من الحائط ملصقات نشطاء آخرين، قام عمال شركة ايرأ تي بيRATP    بالقبض عليه واتهامه بالاعتداء على الاعوان وإهانتهم وذلك بالرغم من شهادة عيان الذين اكّدوا أن أحمد لم يكن عنيفا.

وبعد ذلك عاش أحداث أخرى أدخلته حلقة جهنمية. إذ يشارك أحمد كناشط، وكذلك أيضا كصحافي، في العديد من المظاهرات. وذلك دون ان يحدث اي مشكل. الى أن حضر المظاهرات المناهضة ل
CPE. ففي يوم 14 مارس 2006، وقد كان في مهمة لمجلة توك، يقف أمام جامعة السوربون، حين حاول مجموعة من الطلبة  الهائجين احتلال الجامعة. وكان المتزعمون يقومون من حوله بقدف حاجز الشرطة بكل ما تقع أيديهم عليه. أما أحمد فكان يكتب ملاحظاته على دفتره ويتحدث مع مصور من وكالة كابا. فجأة، قام رجال الشرطة من الخط الثاني بالهجوم. وفي الاندفاع، وقع كثير من الناس على الأرض ودُهسوا، ومن بينهم أحمد. فأوقفت الشرطة أحمد واشخاص آخرون جانبا ولم يكن حينها يتخيل لحظة واحدة انه سوف يتم القبض عليه: "قال لي الشرطي الذي وضعنا جانبا هنا أنه إجراء الهدف منه حمايتنا، وسيُفرج عنا قريبا". وأضاف "وحين طلب الشرطي من رئيسه عمّا يجب القيام به فيما يخص الأشخاص الموقوفين جانبا. أجابه بدون تردد: "اقتراف أعمال العنف الجماعي للجميع! "


شهادات مرتبكة
يجد أحمد نفسه في السجن مع شاب يدعى زوكا. فارِق السّن بينهم يقرب العشر سنوات على الأقل، ولم يكونوا يتعارفوا، ولكن حسب ثلاثة عناصر من الشرطة التي كانت متمركزة بالقرب من المتظاهرين، والذين كانت رأيتهم محجوبة حينها بسبب وابل من القذائف، تم اعتبارهم من المتزعمين... فكانت شهادة عناصر الشرطة غير واضحة. فواحد منهم يشكو من تدهور حالة ساقه، لكنه صرح أن المتهمين قاوموا "مقاومة قوية، دون ارتداء الضربات." ويشكوا البعض الآخر من إصابات خطيرة في الفخذ الداخلي بسبب قذائف حجر الرصيف، لكنه اعترف أنه: "لا أستطيع أن أقول من فيهما ألقى عليّ هذا الحجر. "

عند الشك، وبنفس الأفعال المنسوبة إليهما، أطلق سراح الشاب زوكا بسرعة. وبقي أحمد. فناشد واستأنف حكمه. بصوته الهادئ، صوت واضح وشهادة موزونة. أشعر المحكمة بالانزعاج. فالروايات المختلفة دفعت به الى التعبير عن رغبته في سماع الشرطيين لمواجهتهم. وتم تأجيل الجلسة إلى 6 أبريل.


أراد أحمد أن يُنهي كل هذا، ولكنه ينتظر هذه المواجهة بفارغ الصبر، لهفة صحافي ناشط لا يطيق لا الكذب ولا الظلم.

كارولين فورست في 24/01/2007