الاثنين، 2 مايو 2016

الجبهة الوطنية بين قناة تاريخية وقناة انتخابية


Un Front national écartelé, entre canal... par franceculture



هذه هي الطريقة التي يجب استدعاء بها الجبهتين التي تتواجه الآن. من جهة، القناة التاريخية، ومن جهة أخرى القناة الانتخابية.

تواصل القناة التاريخية الترديد بصوت عال ما تفكر به في نفسها. من جهة أخرى، تقوم القناة الانتخابية بإقفال وتأمين التواصل لتجنُّب الفصح كثيرا بما تفكر به حقا قبل الانتخابات. المزيد من الاحتجاجات يوم فاتح مايو ولكن "وليمة قومية" والتي نعثها جان ماري لوبان ب"الوليمة الشبه جمهورية". لأنه بطبيعة الحال، فهو يفضل فاتح مايو السابق. مع جان ماري لوبان، كل شيء كان أفضل في الماضي. ففكروا ما إذا كان أفضل قبل استبعاده من الحزب ... استبعاد قارنه بقطع رأس لويس السادس عشر في كلمته.

فعن "الوليمة الجمهورية" لابنته، فضل رئيس القناة التاريخية التجمع الأكثر "روحني". فالمنطوق واضح، وجلي بلاهتمام. إلى أولئك الذين يريدون أن ينسوا، فالقناة التاريخية الايف اين هو حزب فرنسا الأبدية، الكاثوليكية، وليس طبعا الجمهورية العلمانية.

لا مزايدة في العلمانية في خطاب جان ماري لوبان. صحيح أنه من غير مناسب للاحتفال بجان دارك. فالرئيسة الجديدة لا تزال تكرمها مرّ الكرام وهي محاطة بالأطر الانتخابية لقناة ايف اين. باستثناء ملحوظ لبرونو كولنيش وماري-كريستين أرنوتو، غالبا ما سيتم استدعائهم للامثتال الى الاوامر. ودون ماريون ماريشال لوبان، التي كان لديها ارتباط انتهازي في الجنوب حتى لا تقوم بالاختيار بين جدها وخالتها.

 غير أن حروب التيارات داخل حزب يدعي نفسه جمهوري أمرا معقدا بل هي أسرة حاكمة لا تزال تعمل شيئا ما مثل العائلة الملكية.

ما هو " الاتساق " الذي تُحدثنا عنها مارين لوبان؟


ففي مأدبة قالت مارين لوبان انها فخورة بتجسيد حزب "الاتساق". وبالتأكيد ايف اين القناة الانتخابية لا تزال تحمله. كتغيير وجهة نظرها على امتداد  180 درجة، خصوصا في المجالات الاقتصادية، والدفاع عن العمال وأرباب المعامل، الذين لا يعرفون ما إذا كانت تعطي الأولوية الى إزاحة قانون الضريبة عن  الثروة أم تعديل قانون العمل، العيش بالخوف من الإرهاب ومعارضة التدابير لمحاربته، مثل
PNR أو قانون الاستخبارات، وانتقال من بيتان الى ديغول، ومن جان دارك إلى العلمانية، وتطهير الحزب من ذلك الذي صمم وقاد حركة الجبهة الوطنية لأكثر من 40 عاما، وتأكد لنا من فوق، ... أن الجبهة الوطنية هو حزب "الاتساق".

في القاموس، "الاتساق" يشير إلى شيء لا يتغير. قد يكون هذا اعتراف على لسان مارين لوبان، طريقة للتوضيح لنا، أنه على الرغم من المظاهر والتغييرات الذي يعرفها البرنامج الانتخابي، فالهدف والرؤية للأمة، يبقى نفسه تماما بين القناة الانتخابية والقناة التاريخية. بعد ذلك فازاحة تلك الصورة الشيطانية هي وسيلة فقط. للاستيلاء على السلطة. طريقة لا يُؤمن بها جان ماري لوبان.

التكهن المريح لجان ماري لوبان
لم يخفي جان ماري لوبان جراحه. في استمرار للسلسلة التلفزيون الواقعية الذي عودتنا أسرته عليها منذ طلاقه، فتأسَّف أمام الملأ لغياب بوادر "التوفيق" يأتي من ابنته.

من خلال التنبؤ بفشلها، فهو لا يخاطر ويمكن أن يفتخر بأنه كان على الحق، وقد يمثل الاتساق حين يثبت الفشل. إلا إذا كانت مفاجأة في الترشيح، فالقناة التاريخية قد تضطر التغيير من حزب الى حركة ريتما تمر الحملة الانتخابية الرئاسية، فيبقى بذلك البديل حين يعرف الحزب الفشل، وياتي ربما وقت المصالحة. ففي عائلة سياسية، يمكن للمرء التَسيُّس بشدة سنة واحدة قبل الانتخابات .... والتمتع بالحس العائلي والأهل والعشيرة ما تبقى من الوقت.

انكسار مبني على النتيجة والانتخابات

فالانكسار عميق، بالتأكيد. ويمكن أن يستمر حتى يستسلم واحد من الُّوبين. ومع ذلك، فإن نتائج هذا الصراع العائلي السياسي يعتمد إلى حد كبير على نتيجة انتخابات الرئاسة. فإذا انهزم، فلوريان فيليبو، فعليه الانتباه ورائه. وإذا كان هناك مصالحة، فسوف تكون على حسابه.

تخيلوا لحظة أن تفوز الجبهة الوطنية. هذا هو السيناريو الأقل احتمالا. لكن مع وجود يسار متشتت ويمين ليس واثق من التقدم بكل فرقه، وشرط التغلب على جميع العقبات والمشاكل القانونية التي تلوح في الأفق، تستطيع مارين لوبان الحصول على الصدارة في الجولة الأولى من الانتخابات، غير أنها بعيدة من عبور الحائل أو السد الجمهوري الثاني، دون ذكر قدرة تشكيل الأغلبية.

ولكن تخيلوا معي ... فسوف يستغرب الجميع للفوز الى درجة أن العائلة الكبيرة للقوميين سوف تجد وسيلة للتوافق حول شخصية قائد، خصوصا إذا لم يكن على قيد الحياة. فسوف نرى عددا كبيرا من الشوارع المسماة بشارل ديغول يعاد تسميتها جان ماري لوبان. حتى ولو أصبح فلوريان فيليبو رئيسا للوزراء، وسبَّب له ذلك تقلصات في المعدة، ففي ذلك اليوم، جميع قنوات الايف اين، انتخابية ام تاريخية، ستكون مضطرة للتجمع عند سفح تمثال، من شأنه القاء الضلال على تمثال جان دارك وخفظ بريق ذهبه.


كارولين فوريست 
























ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق