الأحد، 22 نوفمبر 2015

طارق رمضان وحسن الترابي


إذا كانت هناك دولة إفريقية يعرفها طارق رمضان حسن المعرفة فهي دولة السودان، حيث تعتبر منظمة "الإغاثة الإسلامية" المنظمة الوحيدة التي سُمح لها في التسعينيات بفتح مكتبها بهذا البلد. وهي السنوات التي بلغ فيها حسن الترابي كامل ذروته كالرجل القوي للنظام السوداني ويطلق عليه اسم " بابا الاسلاميين". ففي عام 1994 اضطر الترابي على التخلي عن "كارلوس" والسماح للمخابرات الفرنسية باختطافه. وفي عام 1996 وافق على طرد أسامه بن لادن.

وفي الوقت نفسه أصبحت الخرطوم ملاذا للإرهابيين ومع ذلك كان الترابي يرأس وينظم كل عام المؤتمر الشعبي العربي الاسلامي والذي هو نوع من كتلة كبيرة لتوحيد القوميين والاسلاميين ومكان للالتقاء بمجموعة من المتطرفين المؤيدين لفلسطين وخصوصا الاسلاميين المتشددين ومجموعه من الفيس FIS   والارهابيين المعروفين وينتهي الحفل الختامي دوما بمجموعة من الانتحاريين ومجموعات أخرى من الإرهابيين الذين يحملون الكلاشنكوف ويصرخون "الموت لإسرائيل".  وكان طارق رمضان حاضر في هذا الاحتفال في ديسمبر/ كانون الاول من عام 1993 . حيث قام بالتعرف على بعض الصحفيين ويذكر أحدهم انه صادف شاباً لطيفا ً جدا ً يحترمه الاسلاميون لعلاقته العائلية مع البنا.

 ومنذ سنتين تناقلت مواقع وشبكات الاخوان المسلمين لقاءات وندوات طارق رمضان حيث بدأ ينال نصيبه من الشهرة داخل المجتمع الاسلامي المغلق.

فيأخذ الترابي هو الآخر تدخلات طارق رمضان على محمل الجد حيث يصفه بأنه يمثل مستقبل الاسلام، اما طارق رمضان حينما عاد، قال في الصحافة الأوروبية انه يدافع عن " بابا الإسلاميين" وقال عن الترابي "لقد كان الترابي دائما معتدلا" (1).


(1) نشرت هذه مقابلة في: لويزا توسكانا، الإسلام: قومية آخرى،'هارماتان، 1995 صفحه 205.
6 لا كورير 7 يناير 1995
 كارولين فوريست




طارق رمضان: العالم الثالث بواسطة الاسلاميين

يحب طارق رمضان دوما، عندما يسأله الصحفيون حول مسيرته، ان يقدم نفسه بأنه "مسلم العالم الثالث" الذي تخرج من مدرسة أعمال الاغاثة والمساعدات الانسانية حتى تعتبره من بين الناشطين جنبا الى جنب مع النقابات والمنظمات اليسارية وهو دائم الحديث عن منظمة (يد العون) Coup de Main  وهي جمعية أنشأها مع زملائه المعلمين عندما تم تعينه في احدى المدارس الثانوية في سويسرا في الثمانينات من القرن الماضي.

كان هدف هذه الجمعية نبيلا جدا ويستحق الثناء حيث انها كانت تشجع الطلبة على التصرف بمسؤولية وتنمي لديهم روح التضامن والأخوة ولا سيما مع الثقافات الاخرى.

كانت المنظمة التعليمية في جنيف تمول هذه الجمعية وتوفر لطارق رمضان ومجموعة من الطلبة الذين كانوا معه،  فرصة السفر الى مالي و التبت والسنغال والهند وبوركينا فاسو والبرازيل. وكمدرس في مدارس الثانوية وفرت له عدة لقاءات مع الأخت ايمانويل، الأم تيريزا، الدالاي لاما، ادمون كايزر، هيوبرت ريفز، ألبرت جاكار، غي جيلبرت، رينيه دومون، و القس بيير ودوم هيلدر كامارا احد الناشطين في جمعية تحرير الاهوت وكانت في المفروض معظمها لقاءات قصيرة جدا ولكنهم فهموه واخذ وقته في الكلام.

لم يُفوّت طارق رمضان أية فرصة للحديث عن هذه اللقاءات، مصورا نفسه على انه الرحالة القادم من العالم الثالث لكي يضع يده في يد اليساريين المسيحين، ويؤكد دوما أنه مع دوم هيلدر كامارا، من أجل وضع الخطوط العريضة للمقارنة بين الاخوان المسلمين وجمعية تحرير اللاهوت التي يرأسها.

وقد أنشأت جمعية تحرير اللاهوت هذه في سياق معين، وهو بهدف مقاومة الديكتاتوريات العسكرية، الفاشية أو الشيوعية في أمريكا اللاتينية في أواخر الستينات وتحولت قِبلة هذه المنظمة من رسالة المسيح للدّفاع عن الحرية والعدالة الاجتماعية إلى حركة أوسع لليسار الراديكالي التي قد تخلت عن دورها كنظام سياسي في خدمة المبادئ.

ويمكن لجماعة الاخوان المسلمين ان تعطي نفس هذا الانطباع ... إذا استثنينا من ذلك انها تريد اسقاط الديكتاتورية العسكرية وحل محلها ديكتاتورية ثيوقراطية دينية، وحياة اجتماعية تصادر الحريات الفردية حيث يمنع الاختلاط وتفرض هيمنة الحجاب على المرأة، وتُضطهد الأقليات الجنسية، وكل ذلك باسم الشريعة! ان هذا هو الفشل بعينه. فالمقارنة بين الإخوان المسلمين مع لاهوت التحرير هي مقارنة سخيفة كما هو سخيف الاعتقاد بان طارق رمضان هو ماركسي لأنه يدعم العالم الثالث.

يقول رمضان انه كان يعمل جنبا إلى جنب مع منظمات مثل أ.ت.د ATD العالم الرابع أو أطباء بلا حدود ولكنه لم يشير الا ان التزامه هذا تم بالأساس بناءا على عمله مع هذه المنظمات الإسلامية مثل منظمة الإغاثة الإسلامية و ليس هناك أي اثر للعلاقات الإنسانية في هذه الاعمال ولكنها تشكل هيكلا هدفه نشر الديانة الإسلامية من خلال هذه المساعدات الإنسانية.3
ويترأس هذه الجمعية هاني البنا. فالاسم يذكرنا بالجماعة، لكن طارق رمضان يقول إن هذا هو من قبيل الصدفة وإن الرجل ليس لديه علاقة مع عائلته وهذا من شأنه أن يجعلنا نرجح الاعتقاد بأنه لا يعمل مع الإغاثة الإسلامية ولا قرابة له مع هاني البنا وهذا الخطأ يسمح له بالتشكيك بمصداقية اي تحقيق يذكًّر علاقته بجماعة الاخوان.

وأحيانا يذهب الانكار الى ما هو ابعد من علاقته مع هاني البنا بجماعة الاخوان. حيث ظهر مقال في 29 يناير 2004، لسيرج رافي في نوفيل أوبسيرفتور Nouvel Observateur يتفاجأ فيه الجميع برسالة من محامي هاني البنا يقول فيها بان موكله لا يعرف طارق رمضان. وهذا في حد ذاته شيء مدهش… خاصة عندما نتذكر أن صحيفة ديلي ترست كتبت في مقال بتاريخ 27 نوفمبر 2003 عن مؤتمر نظمه مجلس المسلمين في بريطانيا حيث تحدث هاني البنا وطارق رمضان جنبا إلى جنب!

كان لديهم أيضا فرصة مرة أخرى لالتقاء ببعضهم في المؤتمر السنوي للFOSIS، واتحاد طلاب الجمعية الإسلامية لبريطانيا يومي 17 و 20 يونيو 2004 في جامعة نوتنجهام. وحتى قبل ذلك في مؤتمر كان قبلة جمهور المسلمين في سنة 1999، أكد طارق رمضان حينها بنفسه أن الفضل يرجع اليه فيما يتعلق بالتعاون بين المركز الإسلامي في جنيف والإغاثة الإسلامية في جزر الريونيون!
"وقد شاركت شخصيا بصفتي مسؤولا عن مكتب منظمة الإغاثة الإسلامية كما تعلمون وقمت بإنجاز عملا تضامنيا عظيم مع الإغاثة الإسلامية في جنيف اشتغلت معهم وكنت مسؤولا عن المكتب هناك". كما ان طارق رمضان  يدعو المسلمين دوما الى عدم الالتفات وراء الشائعات التي تنتشر عن طريق "وسائل الاعلام الغربية والتي يكون هدفها دوما " تشويه سمعة الجمعية4 "
كارولين فوريست

3 عبد الرحمن غندور، والمسح الجهاد الإنساني للمنظمات غير الحكومية الإسلامية، باريس، فلاماريون، 2002
4 شريط تسجيل لطارق رمضان "خطايا كبيرة"، المسجلة في جزيرة ريونيون في أغسطس 1999، QA 4 التوحيد








الاثنين، 16 نوفمبر 2015

موتانا هم دفاعنا عن النفس





كما حدث يوم 11 يناير من بداية هذه السنة، توحد الفرنسيون وتضامنوا بعدما تعرضوا لهذا الهجوم الجبان والوحشي. ولكن سرعان ما سمعنا أصواتا متضاربة بسبب عقلية منحرفة او شبه متمردة. الاّ إذا كانت تلك الاصوات ناتجة اعراض ستوكهولم، فسوف تجدون دائما بعض الاصوات تتعالى مستعدة لتقديم تبريرات للقتلة.

أصبحت مهمتهم أكثر تعقيدا الآن ولكن "مواردهم" لا تنقص.

عندما ذبح الإرهابيون الجزائريون جزائريين في الجزائر، قيل لنا أنه يجب ألّا نلومهم. لأنهم تعرضوا للاضطهاد من قبل الجيش والسلطة.

عندما جاء الإسلاميون إلى الحكم في تونس ومصر، تاركين الجهاديين يهددون أولئك الذين لا يفكرون مثلهم، لم يكن من الضروري علينا أن نتأثر، احتراما للديمقراطية.

عندما بدأ الإرهابيون يقتلون اليهود في فرنسا، لأنهم يهود وفرنسيون، لم يذرف البعض أي دمعة عليهم لأن الإسرائيليون يضطهدون الفلسطينيين.

عندما قتل الإرهابيون جنود فرنسيين من أصل عربي، لأنهم عساكر وفرنسيون، لم نبكيهم بشكل خاص بحجة أن فرنسا كانت في السابق دولة مُستعمرة.

عندما قتل الإرهابيون رسامي الكاريكاتير والصحفيين في مجلة تشارلي ايبدو لأنها دافعت عن الحق في الازدراء وحرية السخرية من الإرهاب، تعالت الأصوات حينها لتفسر لنا أننا لا يجب أن " نكون تشارلي" وأن 11 يناير مجرد خدعة.

الآن عندما أصبح الإرهابيون يقصدون الجميع، من متابعي كرة القدم، والذين يرغبون شرب كأس على شرفة مطعم أو الاستماع إلى الموسيقى، فماذا يمكن لهم أن يبتكروا بعد ذلك؟ لقد وجدوا. وبسرعة. وبسرعة فائقة هذه المرة. لقد قرروا أن الخطأ راجع الى تدخلنا في سوريا.

بسبب "حروبنا" الخارجية ضد "الإسلام السياسي"، وفقا لميشيل أونفراي وحزب مناهضة الرأسمالية الجديدNPA.   وبسبب "الإسلاموفوبيا" في بلاذنا، وبسبب قانوننا فيما يخص الرموز الدينية في المدارس العمومية، وفق تيار ليزانديجان الجمهورية  أومجلة الغارديان.

إذن فأخطاؤنا هي التي تقتلنا لأننا نحب المساواة والعلمانية وحرية التعبير. فخطأنا أننا ندافع سلميا عندما تهُدّد حقوقنا وعسكريا عندما نُعلن الحرب.

هذه الإيقاعات ليست فقط لا مبادئ لها، بل تُسلّح الإرهابيين، وتُسهّل تجنيدهم، وتجعلنا هدفا لهم. إنها ترديدات من المتعاونيين، والمساعدين، الذين يقومون بلعبة دعائية، الهدف منها تدميرنا.

هل نحن في حالة حرب؟
ما هو مؤكد هو أن فرنسا لم تعد في حالة سلم. أعلنت مجموعة إرهابية والتي أصبحت دولة، اعلنت الحرب علينا. أرسلت جنودها لارتكاب جرائم حرب على أرضنا. والأهم من ذلك، أن الدولة الإسلامية لا تستهدفنا بسبب ما نقوم به ولكن بسبب ما نُمثّله. بلد حر، علماني، ويحب الحياة. هذا ما كُتب بشكل واضح في بيان تبنى اعتداءات 13 نوفمبر. وهذا التعبير يغيّر كل شيء.
الحرب في العراق التي كنا على حق في عدم المشاركة بها، لم يكن لها علاقة ب 11 سبتمبر وكانت خارج القانون الدولي. بينما التدخل في سوريا بحد ذاته، يتناسب والمعايير الدولية للدفاع عن النفس.

على الروس الانضمام إلينا، وليس العكس
ماذا عن الأصوات الأخرى التي ترتفع... أولئك الذين، باسم هذا الدفاع عن النفس، يقترحون التخلي عن تحفظنا عن بشار الأسد والانضمام إلى الروس؟

فليغيروا توجّههم هم أيضا. ليس علينا نحن أن نتحالف مع الروس لدعم بشار الأسد. بل على الروس الانضمام إلينا لمحاربة الدولة الإسلامية. بدلا من جعل من بين الأولوياتها، قصف الجماعات المتمردة المعتدلة.
الرهان على بشار الأسد، كما يطلب منا الروس وحلفائهم من الجبهة الوطنية، لن يساعد على محاربة الدولة الإسلامية، ولكن من شأنه أن يبرر أكثر استهدافنا.

الدفاع من دون بشار الأسد
القيام بضرب بلدنا، الذي رفض الحرب على العراق ويحارب في حالة دفاع عن النفس في سوريا، من دون الوقوف بجانب دكتاتور دموي، ليس له معنى إلاّ من قبل متطرفي الدولة الإسلامية.
قد يكون ضرب بلد يُعتبر داعم لبشار الأسد ومجازره الجماعية له معنا. وهذا هو بالضبط الاستقطاب الذي يرغب به داعش: أن تكون وحيداً ضد الكل، جميع الديمقراطيات في نفس السلة مع جلاد دمشق. انه فخ. نحن نخسر ميزتنا المعنوية وداعش تحصل على سلطة الإغواء والتجنيد المكثف من بين أبناء المسلمين والأوروبيين. أولئك الذين يتعاطفون مع ضحايا بشار الأسد ويشعرون بانهم غير مرغوب فيهم.

الجبهة الوطنية تستضعفنا
هناك فخ آخر: الوقوع في العنصرية التي تغذي أعدائنا وبالتالي اعتبار أن الجبهة الوطنية قد تمثل عدة جهات من فرنسا، وهكذا تدعم صورتها الخارجية وتعزز دعايتها.
إنه الخيار التي توفره لنا ديمقراطيتنا الانتخابية، وبالتالي فهو حق. لكنه الخيار الذي سوف يكسر تماسكنا الوطني وسوف يضعفنا أكثر من أي وقت مضى في هذه الحرب. حرب هي على حد سواء عسكرية وفكرية ونفسية.
http://www.dailymotion.com/video/x3dzrw2_nos-morts-notre-legitime-defense_news






الثلاثاء، 10 نوفمبر 2015

الراسبون في عملية "وطنيي الضواحي" الإيف إين

"الإيف إين FN في عملية لاسترداد ضواحي المدن." هذا هو عنوان التقرير الصادر عن فرنسا 3 مكرس لمجموعة جديدة لمجرة جبهة "وطنيي الضواحي". ملصقات من وجه شاب لماريان، بقبعة حمراء، تبدو فيها سمراء. ولكن اطمئن، فهي ليست دعوة إلى تمازج الأجناس. كما يوضح رئيس "وطنيي الضواحي جوردان برديلا ، عندما يشرح مشروعه، فليس ذلك دفاعا عن ضاحية " أسود أبيض مهجن " ولكن عن ضاحية أزرق أبيض وأحمر. كما لو كان هذا الشيء متناقض.
فبمعية ويران سان جوست ، المرشح الإيف إين FN ، استدْعت قوات تابعة "لوطنيي الضواحي " الصحافة للقيام بعملية تواصل في ستين، في سين سان دوني.

وعند الفجر، صورتهم الكاميرات وهي متوترة قليلا وهم يضعون إكليل من الزهور بمناسبة ذكرى وفاة أربع ضحايا الهجمات خلال أعمال الشغب في نوفمبر 2005. وكانوا ملوحين بلافتات بالأبيض والأسود: "أنا شيناديك" و je suis Chenadec" . اسم أحد الضحايا. انه رجل يبلغ من العمر 61 عاما، و قد تلقّى لكمة بينما كان يحاول اطفاء حريق في قمامة. فسقط في غيبوبة وتوفي بعد ذلك بعدة أيام.
فالرسالة كانت واضحة. بعد أيام قُضيت بالتذكير بزايد  وبونا والخوف من العنف الذي تمارسه الشرطة، قام الإيف إيفين FN بتوجيه خطابه للذين يعانون من العنف في الأحياء الفقيرة.

وضعية لإيف إيفين FN سيئة للتبليغ عن العنف

لا يسمح وضع الإيف إيفين  لتقديم الدروس في مكافحة العنف في الضواحي. فهو نادرا ما يتأثر عندما يُضرب الصحفيين في الشارع، كما كان عليه الحال عند مناقشة موضوع الزواج بالنسبة للجميع، وأحيانا من قبل مؤيديه. فمرشحيه يستميلون الى تأييد اللكمات. كما يوافقون على العنف الذي طال الناشطين فيمن  من قبل حراس الأمن وضربهم عند قيامهم بعمليتهم في كنيسة نوتردام.

لم يكف ويراند دي سانت جوست، وهو أيضا يمارس مهنة المحاماة، عن اصدار تغريداته باستمرار ضد هذا الحكم. فبالنسبة له، من الواضح أن التجديف الرمزي للفيمن، اللواتي لم يُكسّرن شيء، أكثر خطورة من العنف الجسدي الذي مارسه الحراس عليهن وتركوهن مغطّاة بالكدمات.

لا بد من الإشارة هنا أنه قبل ان يصف نفسه بجمهوري وعلماني، وقبل ان يترشح للانتخابات، فقد كان فويرلند دي سانت جوست، ولمدة طويلة، من المناضلين التقليديين الكاثوليكيين.

فهو أيضا اقتحم الكنائس بصوت عال عندما كان شابا ... ولكن برفقة الأصوليين، لاحتلال سان نيكولا دو شاردونيه St  . وبعد ذلك كان عضوا نشيطا جدا في "المسيحية والتضامن" و. جمعيتين معارضتين لحق الإجهاض ومصدر شكاوى عديدة ضد عروض وأفلام اعتُبرت مسيئة للدين، وبالطبع ضد مجلة شارلي ابدو. شكاوي ترافع فيها ويراند دي سانت جوست بنفسه.

و الآن وهو مقرب من مارين لوبين عليه تهدئة خطاباته. ليس الى درجة الإنكار.

الحملة ضد لبنى مليان

وكالعديد من المرشحين الجبهة ، والمرشحين مارينيست  فهو يشارك عن طيب خاطر في التُّهم التي توجه الى لبنى مليان. فلم يفت على الربيع الفرنسية وويراند دي سانت جوست توجيه اللوم لمرشحة الحزب الاشتراكي في إيسون لمجرد أنها ناضلت في الماضي من أجل فيمن.
"وجودها في القائمة الخاصة بكم، كما كتب لكلود بارتولون  ، هي صفعة لجميع أولئك الذين يحترمون المشاعر الدينية !" ورافق تغريداته البائسة بصورة من المفترض أن لبنى مليان تظهر فيها خلال تدخل الفيمين في نوتردام ... وهي لم تكن حاضرة حينذاك لأنها لم تعد ناشطة مع فيمن في ذلك الوقت. إنه أسلوب يشبه الأساليب السوفياتية ...


كارولين فوريست 

الاثنين، 2 نوفمبر 2015

وسائل الإعلام في مواجهة التطرف


https://carolinefourest.wordpress.com/2015/11/09/les-medias-face-aux-extremes/

لم تعد تحتكر وسائل الإعلام النقاش العام. بل لعل هذا الوضع من خصائص عصرنا. فيمكن لأي شخص أن يتكلم، وحتى ان يصرخ في أي وقت على الإنترنت. فبنقرة واحدة، بمدونة، او تغريدة. وهذا امر يمكن استحسانه.
فمن وجهة النظر هذه، أفرط عصرنا في الديمقراطي بل أصبحت دمقرطة عصرنا فوق العادة. إنها تعاني من الرقابة الذاتية خوفا من الشتائم والتهديدات، ولكنها لا تعاني من رقابة الدولة. وهذا على أي حال ما يحدث في فرنسا. نحن نعيش حالة انفجار الكلمات. فهي غير منظمة ومسترسلة وفي بعض الأحيان عنيفة.
وفي هذا السياق، أليس على وسائل الإعلام لعب دور المصفاة؟ والإعطاء المزيد من القوة للكلام الهادئ، ذلك الكلام الذي يثقف أو يوضِّح، او يسمح التفكير بنضج أو التأني أو اتخاذ مواقف بطريقة منظمة ومهيكلة؟
فما يحدث في الوقت الراهن، هو عكس ذلك. فعالم الصحافة، كعالم السياسة، يخضع لضغوط قوية "للرتقاء" إلى ما هو آني وعنيف، تحت تأثير قانون "البوز"

السرعة التي تسهل الدعاية
لن نعود الى الوراء، وهذا غير مستحب. فعلينا أن نتحرك مع العصر، مع هذه السرعة، وحتى مع هذا العنف، ولكن يجب علينا ترويضه. وتطوير التفكير النقدي القادر على الفرز والتحقيق ;والتدقيق دائما بسرعة متزايدة. نحن لا نزال نتعلم.
بينما نأخذ الوقت للتأقلم، فالدعاة يلعبون يوميا بالصحفيين الغير المتخصصين أو الغير مدربين، الذين يُطلب منهم معالجة كل المواضيع بدون استثناء و في وقت قياسي ، وكثيرا منهم ما يغرقون أو ينساقون وراء روايات تروى لهم أو حكايات تحكى لهم، وراء سرد سلس جدا، و حتى قصة جاهزة ... وإن كانت مفبركة أو مصطنعة.
نحن نعيش في زمن حيث الحزب الأكثر سياسي في فرنسا، الأكثر سخرية، والأكثر طغيان، وأقل شفافية، والأكثر تعصبا للنقد وحرية الصحافة، يعطي دروسا لآخرين وفي جميع القنوات في الديمقراطية، في حرية التعبير و "الأيدي النظيفة" و " الهامة العالية ".
نحن نعيش في وقت حيث معادي السامية يُعتبرون مناهضين للعنصرية، و حيث الردود اللاذعة العنصرية تعتبر ردود العلمانية، وحيث الوطنيين يدافعون عن حق التدخل لروسيا، وحيث التقدميين يقومون بحماية الظلامية من الانتقادات ... في عصر حيث مجنوني المؤامرات هم أصوات الحقيقة، والصحفيين هم الكذابون....

حماية الديمقراطية من مُعاديي الديمقراطية
كيف يمكننا محاربة هذه الادعاءات الكاذبة عندما يكون أحد منا صحفيا دون اتهامه على الفور بالدفاع عن "النظام"، وهو القدح المفضل عند معاديي الديمقراطية؟
فعلينا التحمل. فدور الهيئات الوسيطة هو حماية النظام الديمقراطي، وهذا يعني المصلحة للجميع، ضد أولئك الذين يريدون تحويل هذا النظام الى مصلحة خاصة.
يجب على وسائل الإعلام ألا "يصطف" على الإنترنت، ويصبح أضخم منتدى الإيجابيات والسلبيات، لكل شيء ولكل لا شيء أو للعدم. فليس للصحفي ان يكون مجرد مقدم برامج، ولا حتى حكم، وضابط الوقت والايقاع كالساعة. خمس دقائق للخبراء مقابل خمس دقائق لمن ليس لهم دراية بشيء. خمس دقائق للديمقراطيين وخمس دقائق لمعاديي الديمقراطية.
فعلى هذه الوتيرة، من إيقاع كاذب الى نصف إيقاع كاذب، سيصبح احترام الديمقراطية مجرد رأي ... قبل أن يصبح خيارا.
ولهذا يجب التردد والتفكير جليا قبل تقديم منصّات، ومكبرات صوت، وحصائر لدعاة الكراهية والعنصرية، والمتطرفين والمستبدين، والمرشحين للا شيء، وكل ما يجعلهم يزدهرون في السماد الذي يزرعونه.

صحافة المواطنة
وفي مواجهتهم، علينا رفض الصحافة النسبية المحايدة، صحافة التنازل، والكسل الفكري والثقافي. كلّ ما كان العصر قلقا ومتوترا، كلما عليه النفور من المعادلات الخاطئة، وتحديد الأولويات، والتأطير، والتنبيه الى العمق التاريخي، وتوسيع الأفاق بفضل كل ما هو دولي وعالمي.
هذا لا يعني أساسا الوقوع في فخ الخبرة النخبوية، المنقطعة عن العالم أو المملّة. فهي الأخرى قد تكون مضلّلة ... وقد تموه نقطها العمياء وراء تسمية الجامعة، وحتى تقديم المواقف اللوبية تحت طلاء لامع ونظيف لمركز الأبحاث الخاصة.
وفي بعض الأحيان، وأخيرا، يمكننا تلقي الدعاة والدهماء. إذا كانوا يمثلون تيار آراء قوية حيث لا جدوى في تجاهله، فمن الأفضل الاستماع إليهم ومواجهتهم. باسم التعددية والقواعد التي تفرضها CSA عندما يكون لديهم النباهة لتشكيل أحزاب يستفيدون من سخاء الديمقراطية لمحاربتها بشكل أفضل من الداخل.
ولكن بعد ذلك يجب العمل أكثر من ذلك. يجب التفكير في آليات، مكونة من عروض محكمة، ومحررين مؤدبين، ومن زملاء حرصين ومسؤولين مكلفين بفحص كل حقيقة أو كل رقم في "قاعة التحكم" régie.
وهذا يتطلب كثير من الوقت والموارد وكثير من الطاقة. ولكن هذه الطاقة هي ما تميّز الصحافة عن الاستعراض. وهي ما تفرق بين المناقشة من الطواعية والانهزام.