الخميس، 23 أغسطس 2007

« 100 امرأة مسلمة يتحدثن عن أنفسهن »



« 100 امرأة مسلمة يتحدثن عن أنفسهن » هي سلسلة من اللقاءات أعدت لها كورين إيفينس وأخرجتها كارولين فوريست وفياميتا فينير. إنها مجموعة من 100 فيلم قصير، أي 100 ميكروفون تتحدث فيها 100 امرأة مسلمة.

كثيرًا ما نسمع عن النساء المسلمات في إطار أحداث تراجيدية من خلال قصص تروي قمع هؤلاء النساء. غير أننا أردنا تصور مشروع يبرز تنوع حياة يومية أكثر ثراءً وتعقيدًا من ذلك.

لقد بدأنا التصوير في عام 2007. وأنتجنا أكثر من 70 فيلمًا في 14 بلدًا.
تقوم حاليًا قناة فرانس 24 ببث العشرين فيلمًا الأولى وما زلنا نبحث عن تمويل لوضع اللمسات الأخيرة على المشروع. هدفنا هو جعل هذا المشروع في متناول الجميع. وأن تسهم هذه الشهادات الحية في إثراء من يشاهدونها وفي إسقاط بعض الأحكام المسبقة.

عما نتحدث في هذا المشروع؟

عن كل شيء: عن بلدان هؤلاء النساء ومستقبل هذه البلدان، عن الحياة اليومية، عن أفراح المرأة المسلمة وأحزانها. نعالج مواضيع متعددة على غرار الطفولة والأمومة وهوية المرأة داخل المجتمع والحياة الاقتصادية. نحاول أيضًا النظر مع هؤلاء النساء في أحلامهن وفي الطريقة التي يتخيلن بها مستقبلهن.
من خلال صورة هؤلاء النساء تمكننا من اكتشاف مناطق مختلفة ومهن متنوعة، بين مصممة عرائس في إندونيسيا، وفلاحة على ضفاف النيل، ومديرة كرم للنبيذ على الحدود السورية وعالمة دين في مصر ونقابية في العراق ورائدة فضاء من إيران ورسامة من باكستان…

لقد شكل هذا المشروع فرصة لفتح آفاق جديدة حول طرق ممارسة العقيدة الإسلامية. كما اخترنا إبراز الأقليات المسلمة ليتعرف المشاهد على أنماط دينية غير معروفة وأقل انتشارًا في الدول الإسلامية. لذا أعطينا الكلمة لنساء علاهيات من تركيا وخوارج وإسماعيليات ونساء أئمة وأخريات اعتنقن الصوفية… وأحيانًا نجد أن الأقلية في منطقة ما تشكل أغلبية في منطقة أخرى على غرار الشيعة الذين يتعرضون للاضطهاد على يد جماعات متطرفة في باكستان والسنة الذين يعيشون إقصاءً من طرف المجتمع الراقي في إيران.

لماذا 100؟

لأن مضاعفة الرؤى والشهادات الحية تبدو لنا أفضل طريقة لإظهار هذا التنوع، بعيدًا عن الصور الموحدة والجامدة للـ »مرأة المسلمة » وهي صور نمطية ومتكررة أصبح متعارفًا عليها.
لقد قررنا أن نأخذ في الاعتبار التوازن بين الإحصائيات على المستوى الجغرافي، فقمنا بدراسة مفصلة حول عدد المسلمات في كل منطقة عبر العالم. ووفقًا لهذا التقسيم فإن هدفنا هو لقاء 15 امرأة من أفريقيا جنوب الصحراء و56 امرأة من أصل آسيوي و5 من دول الاتحاد السوفيتي السابق و5 من المغرب العربي و5 من أوروبا وتركيا و14 من المشرق العربي.
إلا أننا تركنا جانبًا الإحصائيات الخاصة بمهن هؤلاء النساء وأوساطهن الاجتماعية وممارساتهن الثقافية. إذ كان ذلك ليؤدي إلى لقاء أغلبية ساحقة من النساء الآسيويات من المناطق الريفية. كل شهادة في هذا المشروع فريدة من نوعها. وما نريده هو إبراز شخصيات متنوعة لفنانات وكاتبات ونساء علم ورياضة وشخصيات منتخبة وناشطات ومثقفات ومزارعات وصاحبات محال تجارية وربات بيوت.
لذا فقد اخترنا عينة تمثل هذا التنوع الثقافي. فعندما ننظر إلى العالم الإسلامي من منظور بريطاني نفكر بالدرجة الأولى في شبة القارة الهندية. وعندما ننظر إليه من منظور فرنسي فإننا نرى بصفة أساسية المغرب العربي. كل ينظر من نافذة خاصة به ولكل رؤية فريدة. لذا أردنا مضاعفة عدد هذه النوافذ، وذلك ليس فيما يخص تنوع الدول أو المهن فحسب، بل أيضًا فيما يتعلق بممارسة الدين.

كارولين فوريست وفياميتا فينير